الثغرات الصريحة Ellipses explicites
يصرح السارد عن الزمن الذي اقتطع من القصة، وتظهر الملفوظات الزمنية معالم القفز، من خصوصيتها أنها يمكن أن تأتي محددة زمنيا بمجال مغلق يستطيع القارئ عن طريقه إدراك سعتها، ويمكن لها أن تحمل أوصافا للفترة الزمنية المحذوفة على نحو قول السارد في رواية نجمة:"لم ينقطع انهمار المطر والبرد منذ يومين على المدينة
أو أن ترد خالية من أي وصف وهي الشائعة عند كاتب ياسين، يقول عن رشيد بعد فقدانه لعمله في الصيدلية وتحوله إلى الفن المسرحي:"واقتبل، بعد ثلاثة أشهر، مخلوقة أضاعها المنتج الذي كانت تعمل معه .
ونلاحظ أن توظيف كاتب ياسين للثغرات الصريحة قد جاء على النحو المعهود عند باقي الروائيين حيث يقوم بالاستغناء عن الأحداث العرضية التي لا تؤثر على المسار الحكائي آخذا بعين الاعتبار الإشارة إلى الفترات الزمنية المقتطعة عن طريق الاستعانة بالتحديدات الزمنية التي يستنتج منها القارئ حذفا لأحداث معينة، لكن توظيفه لها لم يتوقف عند هذا الحد بل حملها أيضا هدفا آخر يتمثل في تحديد المعالم الزمنية الخاصة بالرواية، فهذه الأخيرة قد بنيت بشكل معقد لتواجد التداخلات الزمنية المتعددة بين فصول الرواية وأحيانا يمتد التشابك الزمني إلى داخل المقاطع الروائية، لذلك وظفت الثغرات الصريحة كآلية يستطيع القارئ عن طريقها الاهتداء إلى تغير الأزمنة الحدثية وفق تغير الأحداث المتناولة.
