إن أدب الحديث النبوي منزه عن اللغو، وبعيد عن الباطل، كما انه يبعد كذلك عن العبث، فحيث لا يجد القارئ في ذلك الأدب استهزاءا لأحد من الناس؛ كما لا يجد فيه سخرية لأحد؛ بل يجد المزاح الحقيقي .أحيانا
في أدب الحديث النبوي صلي الله عليه وسلم وهو الأدب ليس فيه كذب، ولا خداع، وإنما كان أدب الحديث النبوي في توضيح القرآن، وتفسير كلماته، أو في تقرير أحكامه، أو فيه تفصيل لإجماله، أو تقييد لإطلاقه، أو فيه حكمة ينتفع بها الناس في دينهم، وفي دنياهم بعبارة هي في الفصاحة والبلاغة والإيجاز والبيان في الدرجة الثانية بعد القرآن الكريم
أن أدب الحديث النبوي يشير إلى الخير، ويرشد إلى الصلاح، ويدعو إلى البر، وينادي إلى الفلاح .وينطق أدب الحديث النبوي الأحوال البرزخية؛
كأننا نراها، "وإذا أقبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وان محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم إنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين، إلى آخره .. "
ويقدم أدب الحديث النبوي مناظر الآخرة، كأننا نحن فيها، ونسير فيها، ونمشي إليها: "ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار فمن استطاع منكم أن يتقى النار! ولو بشق تمرة !!"
المصدر:
تاريخ الأدب العرب: أحمد حسن الزيات، دار الثقافة - بيروت
جامع الأصول من أحاديث الرسول: للإمام أبي السعادات مجد الدين بن الأثير الجزري، تحقيق: الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، دار الفكر - بيروت، ط 2، 1403 ه.