نظرية راتزل في الجغرافيا تشير إلى نظرية الترابط المكاني أو التكامل المكاني، والتي تم تطويرها بواسطة الجغرافي الأمريكي والعالم ريتشارد راتزل.
تعد نظرية راتزل أحد الأسس الرئيسية للجغرافيا الحديثة وتهدف إلى فهم التفاعلات والعلاقات بين العناصر المختلفة في المساحة الجغرافية.
تعتمد نظرية راتزل على مفهوم "التكامل المكاني"، والذي يعني أن العناصر المختلفة في البيئة الجغرافية مترابطة وتتأثر بعضها ببعض وبالتالي، فإن فهم العناصر المكونة للبيئة الجغرافية يتطلب دراسة العلاقات والتفاعلات بينها بدلاً من النظر إليها على حدة.
تقوم نظرية راتزل أيضًا على الفكرة الأساسية بأن العوامل الجغرافية، مثل المناخ والتضاريس والموارد الطبيعية والتجمعات السكانية، تؤثر بشكل كبير على النمط الديمغرافي والاقتصادي والاجتماعي في المناطق المختلفة وبالتالي، فإن فهم هذه العوامل والتفاعلات بينها يمكن أن يساعدنا في فهم توزيع السكان والنشاط الاقتصادي والتطور الاجتماعي في المجتمعات المختلفة.
وبما أن الجغرافيا مجال شامل ومتعدد التخصصات، فإن نظرية راتزل تعد إحدى النظريات الهامة التي تساهم في فهم التفاعلات والعلاقات المكانية في العديد من المجالات من بينها الاقتصاد الجغرافي والتخطيط الحضري والبيئة والنقل والسياحة وغيرها.
التكامل المكاني هو أحد المفاهيم الأساسية في نظرية راتزل ويعني أن الأحداث والعمليات المكانية مترابطة ومتناغمة في البيئة الجغرافية ويتضمن التأثيرات المكانية على الظواهر الجغرافية المختلفة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية.
بموجب نظرية راتزل، يتم تعزيز الفهم الشامل للمواقع والمجتمعات عن طريق تحليل التفاعلات المكانية بين العناصر المختلفة فعلى سبيل المثال، قد يكون للتغيرات المناخية تأثير على نمط الزراعة في منطقة معينة، وهذا بدوره يؤثر على الاقتصاد المحلي ونمط الحياة للسكان كما تؤثر الموارد الطبيعية المتاحة، مثل المياه والغابات والمعادن، على توزيع الصناعات والنمط الديمغرافي للمجتمعات.
ويعد التكامل المكاني أيضًا مفتاحًا لفهم العلاقة بين المكونات الفردية للمنظومات المكانية، مثل المدن والمناطق الحضرية. فالعوامل المختلفة مثل السكان، والبنية التحتية، والخدمات، والمؤسسات، تتفاعل وتتأثر ببعضها البعض وتؤدي إلى تشكيل وتطور المناطق الحضرية والمجتمعات المحلية.
