مفهوم الحداثة في علم الاجتماع يشير إلى توجه أو تيار فكري يركز على دراسة التغيرات الاجتماعية التي تحدث في المجتمعات البشرية نتيجة التحولات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والثقافية ويتطلب فهم الحداثة تحليل ودراسة التحولات والتغيرات التي تطرأ على المجتمعات والعلاقات الاجتماعية والثقافية في العصر الحديث.
تتمحور الحداثة حول عدة مفاهيم ومبادئ أساسية، منها:
- التحولات الهيكلية: يركز على تغير الهياكل الاجتماعية والمؤسساتية في المجتمعات الحديثة، مثل التغيرات في هياكل الأسرة، والمؤسسات الدينية، والنظم السياسية، والاقتصادية، وغيرها من الهياكل الاجتماعية.
- الفردية والاستقلالية: يؤكد على دور الفرد وحريته في صنع القرارات الشخصية وتشكيل مصيره، ويناقش التحولات في العلاقة بين الفرد والمجتمع.
- الرفض التقليدي: ينطوي على تحدي القيم والمعتقدات التقليدية والمؤسسات التقليدية التي تحكم المجتمعات القديمة، ويتعلق بمفهوم الانفصال بين الدين والدولة، والمجتمع والدولة.
- التغير الاجتماعي: يرتبط بفكرة التحولات الاجتماعية التي تحدث بشكل متسارع في المجتمعات الحديثة، بما في ذلك التغيرات في القيم والمعتقدات، والتكنولوجيا، والثقافة، والعولمة.
تهدف دراسة الحداثة في علم الاجتماع إلى فهم التحولات الاجتماعية والثقافية التي تحدث في العالم المعاصر، وتحليل تأثيرات هذه التحولات على الهوية الفردية والمجتمعية، وتفسير العلاقة بين الهيكل الاجتماعي والسلوك الاجتماعي.
تهدف هذه الدراسة أيضًا إلى توفير أدوات ومفاهيم لفهم التناقضات والتوترات الاجتماعية التي تنشأ في سياق التحولات الحديثة.
مثال على ذلك، قد تدرس الحداثة في علم الاجتماع التغيرات في دور المرأة في المجتمعات الحديثة، وكيف تأثرت العلاقات الاجتماعية بالتحولات الاجتماعية والثقافية.
تدرس الحداثة أيضًا التغيرات في هياكل الأسرة والزواج، وتحول القيم والمعتقدات الدينية في المجتمعات الحديثة، وتأثير التكنولوجيا ووسائل الاتصال على العلاقات الاجتماعية.
قذ يختلف مفهوم الحداثة قليلاً في تطبيقه وفهمه من عالم إلى آخر ومن نظرية إلى أخرى.
فقد تطور مفهوم الحداثة على مر الزمن وتغيرت النظريات والمدارس المعتمدة في دراسة الحداثة لذلك، ينبغي التعامل مع مفهوم الحداثة كإطار فكري متغير ومتطور يستخدم في فهم التحولات الاجتماعية في المجتمعات الحديثة.
تعد دراسة الحداثة في علم الاجتماع أيضًا متعددة الأبعاد ومتنوعة في المناهج والنظريات المستخدمة فهناك تيارات مختلفة تركز على جوانب محددة من التحولات الاجتماعية من بينها:
- الحداثة الهيكلية: يركز على تحليل الهياكل الاجتماعية والمؤسساتية في المجتمعات الحديثة، مثل الطبقات الاجتماعية، والنظم الاقتصادية، والمؤسسات السياسية ويشمل ذلك الدراسات النظرية مثل النظرية الوظيفية ونظرية النزاع.
- الحداثة الثقافية: يركز على التغيرات في القيم والمعتقدات والثقافات في المجتمعات الحديثة، وتأثير التكنولوجيا ووسائل الإعلام على الثقافة والهوية الاجتماعية ويشمل ذلك الدراسات النظرية مثل النظرية الثقافية والنقد الثقافي.
- الحداثة الهوية: يركز على فهم تأثير التحولات الاجتماعية على هوية الفرد والمجموعات، وكيفية تشكيل الهوية وتحديدها في سياق التحولات الحديثة ويشمل ذلك الدراسات النظرية مثل نظرية الهوية والنظرية النقدية للهوية.
- الحداثة والعولمة: يركز على تأثير العولمة والتكامل العالمي على التغيرات الاجتماعية في المجتمعات الحديثة، بما في ذلك التحولات الاقتصادية والثقافية والسياسية ويشمل ذلك الدراسات النظرية مثل نظرية العولمة ونظرية النقد العولمي.