النظرية الواقعية في العلاقات الدولية هي أحد التوجهات النظرية المهمة في مجال دراسة العلاقات الدولية.
تعتبر النظرية الواقعية أحد التوجهات التقليدية والتي تستند إلى الفكر الواقعي للسياسة الدولية وتركز النظرية الواقعية على السلوك الدولي والعلاقات الدولية بناءً على مبادئ القوة والمصالح الوطنية.
تجمع النظرية الواقعية حول عدة مفاهيم رئيسية:
النظام الدولي: تعتبر النظرية الواقعية أن العالم الدولي يتألف من نظام دولي متعدد القوى تتنافس فيه الدول لتحقيق مصالحها، يتأثر سلوك الدول في هذا النظام بالتوازنات والصراعات والتفاعلات المتبادلة بين الدول.
السلطة والقوة: تعتبر السلطة والقوة عناصر محورية في النظرية الواقعية، وتركز النظرية الواقعية على أن الدولة القوية تسعى للحفاظ على سيادتها ومصالحها وتحقيق تفوقها على الدول الأخرى.
النزاع والصراع: تعتبر النظرية الواقعية أن النزاعات والصراعات جزءًا أساسيًا من العلاقات الدولية، حيث تتنافس الدول على الموارد والنفوذ والسيطرة وتعتبر الصراع الدولي طبيعيًا وحتميًا ويمكن تفاديه فقط من خلال تحقيق توازن القوى.
الاستقرار والتوازن: تركز النظرية الواقعية على أهمية تحقيق الاستقرار والتوازن في العلاقات الدولية وتعتبر الاستقرار الدولي وجود توازن في القوة بين الدول ومنع التفوق المطلق لإحدى الدول على الأخرى، تتعدد التوجهات داخل النظرية الواقعية، وتتضمن التوجهات الكلاسيكية التقليدية والواقعية الهيكلية والواقعية النقدية، وتتراوح تلك التوجهات في استخدامها للنظرية الواقعية الأساسية وتفسير العلاقات الدولية.
على الرغم من التشابه في المفاهيم الأساسية، إلا أن هناك توجهات متنوعة داخل النظرية الواقعية في مجال العلاقات الدولية.
الواقعية التقليدية: تركز على قوة الدولة كوحدة أساسية في النظام الدولي وتعتبر الحكومات والقادة السياسيين هم المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية، وتعتقد أن الدول تتصرف بناءً على مصالحها الوطنية وتطلب القوة لتحقيقها.
الواقعية الهيكلية: تركز على البنية الهيكلية للنظام الدولي وتأثيرها على سلوك الدول وتؤكد على أن السلطة والقوة موزعة بين الدول بناءً على مكانتها وقدرتها الاقتصادية والعسكرية، وتؤكد أن النظام الدولي يولد الصراعات والتوترات بسبب الاختلافات في القوة بين الدول.
الواقعية النقدية: تسعى إلى توسيع نطاق التحليل والنقد للنظرية الواقعية التقليدية، وتشكك في افتراضات النظرية الواقعية بشأن السلوك الدولي وتسعى لإدراج المعوقات الداخلية والعوامل الثقافية والنفسية في تفسير العلاقات الدولية.
النظرية الواقعية تركز على الواقع السياسي والقوة كعناصر أساسية في العلاقات الدولي، وتسعى لفهم العلاقات بين الدول بناءً على المصالح الوطنية والسلطة والصراع وتعتبر النظرية الواقعية أحد الأدوات المهمة لشرح وتوجيه تفاعلات الدول في النظام الدولي.
