مشاكل الابتكار في البلدان النامية Innovation Problms in Developing countries
إن ما توفره البلدان النامية من إمكانات مادية وبشرية لدعم نشاط البحث والابتكار محدود جدا ولا يمكن مقارنته بما هو في الدول المتقدمة وليس أدل على ذلك من النتائج التي يتم تحقيقها في دول العالم الثالث التي يتمثل بعضها في قلة براءات الاختراع والامتيازات الممنوحة وفي تخلف طرق العمل وأساليبه
ولعل من أهم أسباب هذا التقصير نجد:
افتقار مناهج التعليم وأساليب التربية في دول العالم الثالث إلي القدرة على تنمية روح التنافس بين الأفراد وتنمية الخبرات والطاقات الإبداعية عندهم وحضن مواهبهم ورعايتها والحفز على العمل الجماعي.
كما أن برامج التدريب التي تتبناها مؤسسات هذه الدول تكاد تكون معدومة أو لا تتناسب مع متطلبات التطور التقني السريع وما يتطلبه هذا التطور من عناصر الابتكار والابداع ثم إن حماس المتدربين في هذه البرامج قليل في الأغلب لأنهم لا يلمسون نتائجها المادية والمعنوية في وقت قصير وبالوجه المناسب كمكافأة والترقي في العمل وغيرهما.
كذلك فإن عدم توافر الأموال الكافية للبحوث وندرة الأجهزة والأدوات التقنية والمختبرات والمراجع اللازمة تعوق فرص الابتكار وتحرم الفرد الراغب في البحث في العالم الثالث من الاطلاع على آخر تطورات العلم والتقنية في داخل البلاد وخارجها.
إن لهجرة الكفاءات البشرية واليد العاملة التقنية أثرها البالغ في حرمان البلاد من خدمات أصحاب تلك الكفاءات وابتكاراتهم ولاسيما أن هذه الكفاءات تلقي التشجيع المادي والمعنوي في الخارج وتتوافر لها البيئة المناسبة لتطوير معارفها وتحقيق طموحاتها العملية.
ويضاف إلي هذه الأسباب جميعا ظاهرة تكاد تكون عامة في دول العالم الثالث وهي وضع الكفاءات في غير محلها واختيار المسئولين في المؤسسات من غير ذوى الخبرة والاختصاص واعتمادا على ولائهم وانتمائهم
مما يؤثر في طبيعة العمل الذي يؤدونه ويحول دون إيجاد البيئة التنظيمية الملائمة للبحث والابتكار كذلك فإن الصفة الاحتكارية الغالبة على مؤسسات الدولة وضعف تجاوب هذه المؤسسات مع التغيرات التقنية السريعة التي يشهدها العالم، والبطء في تعديل القوانين والتشريعات المتعلقة بالإنتاج والبحث والتطوير بما يتناسب والتغيرات الحادثة كل ذلك يؤدي بالمؤسسات الإنتاجية إلي الجمود ويمنعها من مسايرة الركب الحضاري والإفادة من قدرات العاملين فيها على الابتكار.