أبو حامد الغزالي (1058-1111 م) هو عالم دين وفيلسوف مسلم، ولد في طوس في خراسان (إيران الحالية)، ونشأ في مدينة نيسابور في خراسان أيضًا.
درس الغزالي العلوم الدينية والفلسفية في مدرسة نيسابور وأصبح فيما بعد مؤرخًا للفلسفة.
تأثر الغزالي بالفلاسفة المسلمين والإغريق مثل أفلاطون وأرسطو، ولكنه أيضًا أشار إلى بعض النقاط التي يتعارض فيها التفكير الفلسفي مع الإيمان الديني، مما دفعه إلى البحث عن توازن بين العقل والدين.
كان الغزالي مؤيدًا للصوفية، وتأثر بالفيلسوف المسلم ، أبو الحسن الأشعري، الذي يعتبر من أبرز علماء الكلام في التاريخ الإسلامي، وقدم الغزالي بعض الإسهامات في هذا المجال.
تشتهر أفكار الغزالي بأنها أثرت على الفكر الإسلامي والعربي والفلسفي بشكل عام، وكانت موضع نقاش واهتمام كبيرين.
ومن أهم إسهامات الغزالي الفكرية هو البحث عن الحقيقة والمعرفة الحقيقية والتي يمكن الوصول إليها من خلال تطبيق الأخلاق والتقوى في الحياة اليومية.
وتناول الغزالي في كتبه العديد من الموضوعات المتعلقة بالفلسفة والقانون والتربية والأخلاق، ومن أبرز هذه الكتب:
- كتاب "تهافت الفلاسفة" الذي انتقد فيه الفلاسفة المسلمين مثل ابن سينا والفارابي، واعتبر أن تفكيرهم ينحرف عن الإيمان الديني ويتعارض معه. ويعد هذا الكتاب من أشهر كتبه.
- كتاب "إحياء علوم الدين" الذي يتناول فيه موضوع تربية النفس وتطوير الروحانية، ويعتبر من الكتب الهامة في الفكر الإسلامي.
- كتاب "المنقذ من الضلال" الذي يتحدث فيه عن العلوم الشرعية ويعرض فيه أدلة الإيمان والعقيدة الإسلامية.
- كتاب "معرفة السنة" الذي يتناول فيه موضوع السنة النبوية ودورها في الفهم الصحيح للإسلام.
كان الغزالي مفكرًا متعدد الجوانب، حيث عمل على تقريب الفلسفة والدين والتقرير بينهما، ويعتبر من الشخصيات الهامة في التاريخ الإسلامي والفلسفي.