قرطبة هي مدينة في إسبانيا وكانت عاصمة الدولة الأموية في الأندلس في القرن العاشر والحادي عشر.
كانت قرطبة في ذلك الوقت مركزًا للعلوم والفنون والثقافة وكانت تضم ما يزيد عن مليون نسمة ما جعلها واحدة من أكبر مدن العالم في ذلك الوقت.
في عام 1031 توفي الخليفة عبد الرحمن الرحيم، وترك وراءه ولاية ضعيفة وتنازعات داخلية لذلك استغل المماليك النشطاء الفرصة لتوسيع نفوذهم وقاموا بشن حملة هجمات على المدن الأندلسية بما في ذلك قرطبة.
وكان حاكم قرطبة في ذلك الوقت ضعيفًا ولم يتمكن من الدفاع عن قرطبة وعلى الرغم من أن الدفاع عن المدينة استمر لأكثر من شهر فإن المماليك النشطاء نجحوا في النهاية في السيطرة على قرطبة في عام 1031.
وفي الأعوام التالية، تغيرت حكومة قرطبة عدة مرات وفي العام 1090م قاد الملك المرابطي يوسف بن تاشفين حملة عسكرية ضد قرطبة ونجح في السيطرة عليها بعد حصار استمر لمدة شهرين. وبذلك انتهى حكم الدولة الأموية في قرطبة واستمرت تحت حكم المرابطين ومن بعدهم الموحدين.
في العام 1236م تمكن الملك الكاثوليكي فرناندو الثالث من استعادة قرطبة بعد حملة عسكرية طويلة وشاقة ضد الدولة الإسلامية الأندلسية.
وقد تعرضت قرطبة لأذى شديد حيث تم تدمير جامعة ومكتبة المدينة، وسرقة الكثير من المخطوطات والأشياء الثمينة. وقد أصبحت قرطبة بعد ذلك مدينة مسيحية حيث قام الملك الكاثوليكي ببناء كنائس على أنقاض المساجد الإسلامية. ومنذ ذلك الحين أصبحت قرطبة جزءًا من إسبانيا المسيحية ولم يبقى من الإرث الإسلامي في قرطبة سوى بعض الآثار والمعالم التي تشهد على تلك الحقبة التاريخية الهامة.