مفهوم البطالة وآثارها
يرتبط العمل والإنتاج بوجود الإنسان وبقائه
- تعرف البطالة على أنها حالة وجود أ خاص راغبين في العمل وقادرين عليه وباحثين عنه ولكنهم لم يجدوه)، كما يعرف العاطلين على أنهم عدد الأشخاص القادرين على العمل ولا يعملون بالرغم أنهم يبحثون عن عمل بشكل جدي). وتشترط منظمة العمل الدولية (ILO) وجود الرغبة في العمل والسعي للحصول عليه والبول به عند مستوى الأجر السائد لكن الشخص لا يجده) فيصنف عندئذ بكونه عاطلا.
- إن آثار البطالة لا تقتصر على البعد الاقتصادي فقط، إذ أن للعمل ثلاثة أبعاد أساسية هي البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي ثم البعد السياسي،
- أما البعد الاقتصادي فيتمثل بكون العمل لوسيلة الشرعية المتعارف عليها للحصول مستوى معيشة لائق،
- أما البعد الاجتماعي يتمثل بكون العمل وسيلة للحصول على المركز الاجتماعي ومن خلاله يتم اكتساب التفاعل الاجتماعي وتحديد نوع المهنة والنشاط الاقتصادي والعلاقات الاجتماعية فهو معيار لقيمة الإنسان الاجتماعية ومكانته ووسيلة في الوقت نفسه للتفاعل الاجتماعي مع الأفراد والجماعات. ويتمثل البعد الثالث بكون العمل وسيلة لاستتباب الأمن واستقرار المجتمع
- ، وهناك بعد آخر للعمل هو البعد الشخصي كونه وسيلة مهمة لتحقيق الذات وإظهار الإبداعات والشعور بالمسؤولية ووجود الدور المناسب في المجتمع. ومن الناحية النفسية فالعمل يضفي على حياة الإنسان معنى، وهو أساس الرضا عن الذات والصحة النفسية.
- ويوفر الكثير من متطلبات بناء الجسم ووظائف الأعضاء فالعمل على هذا الأساس يوفر للإنسان كل احتياجاته بدنيا ونفسيا واجتماعيا واقتصاديا كما أن العمل الفني هو الرابط بين الإنسان والحضارة وفي الظروف التي لا يجد فيها الإنسان عملا يؤديه يختل الانسجام الذي يحققه العمل لشخصية الإنسان وتتولد المشكلات الضارة بحياة الفرد والجماعة.
- والبطالة أمر مذموم على الدوام غير أنه في العصر الحديث الذي تميز بظاهرة الأزمات الاقتصادية الحادة بات ظاهرة تتمخض في الغالب عن الركود الاقتصادي الذي يصاحب حالة التخلف الاقتصادي حتى أن العالم بات يقسم من الوجهة الاقتصادية إلى عالمين متقدم ومتخلف.
- وتزداد البطالة بشتى أنواعها وتصاحب التخلف، وتقل البطالة مع التقدم ولنمو الاقتصاديين وعالمنا العربي هو جزء من هذا العالم يتبع المعسكر الذي يسير في درب النمو بخطوات حثيثة في بعض أجزائه.
- وغالبا ما تقترن ظاهرة البطالة بالإحباط وكثرة وقت الفراغ وانخفاض المستوى الاقتصادي وظهور المشكلات الاجتماعية وسوء التغذية ولأمية وعدم توفر الخدمات الصحية والاجتماعية والتشرذم الاجتماعي، فضلا عن تناقضات اجتماعية وصراعات طبقية،
- لذا يلجأ الشباب وهم الفئة الأكثر معاناة من الظاهرة إلى تصرفات وسلوكيات اجتماعية تتعارض مع البناء الاجتماعي للمجتمع في محاولة منهم للهرب من الواقع الضيق فتجد مظاهر الجريمة والجنوح والانحراف وتعاطي الممنوعات أرضية خصبة لها في هذا المناخ بحيث تزداد نسبة وقوع جرائم السرقة والنشل والسطو والاعتداء في المجتمعات التي تزداد فيها نسبة البطالة في المجتمع.
