أدب الرحلة الحديث
في المنطقة العربية
في منتصف القرن العشرين بدأت تظهر بعض الدراسات باللغة العربية، اتخذت من الرحلة العربية مصدرا لها، فظهر ما يعرف في الدراسات الأكاديمية باسم أدب الرحلات. والرحلة لأنها تحتوي على شواهد حية لفترات غابرة، اهتم علم الاجتماع والجغرافيا والأدب بتراث الرحلة العربية بوسفها طرازا حيا، يقدم مادة علمية متداخلة حول المكان والزمان، والعادات والتقاليد، ونمط حياة الشعوب التي احتك بها الرحالة في فترة معينة، امتدت عند بعضهم إلى ما يزيد عن ربع قرن.
وتناولت الدراسات الحديثة أدب الرحلات بوصفه نثرا أدبيًا يتخذ من الرحلة موضوعا له، وهو بناء فني له ملامحه وسماته الخاصة،
وقد عده شوقي ضيف في كتابه «الرحلات» أنه أصل القصة العربية. ورغم اهتمام الدراسات الأدبية والنقدية الحديثة بهذا اللون الأدبي، إلا أن البحث العلمي من وجهة نظر كثير من الأكاديميين ما يزال قليلا في هذا المجال على مستوى الرحلة القديمة أو الحديثة، لا سيما أن كثيرا من النقاد قد أضاف للرحلة أبعادا جديدة أدخلت كثيرا من الكتابات تحت مظلة أدب الرحلات، بما فيها الكتابات عن التلصص أو الجاسوسية الحديثة.
المصدر: بحث
أدب الرحلات ( النشأة والتاريخ) د/ محمود عبد الحافظ
