التوكل والتواكل هما مفهومان مهمان في الإسلام، ويتعلقان بالثقة والاعتماد على الله.
يتم استخدام هاتين الكلمتين في القرآن الكريم بصورة متكررة للتعبير عن العلاقة القوية بين العبد وربه ومن خلال آيات القرآن الكريم، يمكننا فهم الفرق بينهما والمعاني التي يحملانها.
أولاً التوكل:
التوكل يشير إلى وضع الثقة والاعتماد الكامل على الله، وترك الأمور له والاستعانة به في جميع الأمور ويعبر التوكل عن الاستسلام لإرادة الله والتأكيد على أنه الرزاق والمعين وقد تم التأكيد على أهمية التوكل في العديد من الآيات القرآنية، مثل قول الله عز وجل:
"وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 51)
"وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" (الطلاق: 3)
هذه الآيات تشجع على التوكل وتذكر المؤمنين بأن الله هو الحافظ والكافي في جميع الأمور.
ثانياً التواكل:
التواكل يشير إلى الاعتماد على الأسباب والجهود الشخصية في معالجة الأمور والسعي لتحقيق الأهداف، مع الثقة بأن الله هو الذي يقدر النتائج ويوفق لما هو خير للفرد.
التواكل يعني أخذ الخطوات اللازمة واستغلال الموارد المتاحة مع الاعتقاد بأن النجاح والفشل في أي مجال يأتي بمشيئة الله وتوجد في القرآن آيات تشجع على التواكل، مثل قول الله تعالى:
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60)
"وَأَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران: 159)
هذه الآيات تشجع المؤمنين على العمل والاستعداد والاجتهاد، مع الثقة بأن الله سيساعدهم ويجيز جهودهم.
إن التوكل والتواكل هما مفاهيم متكاملة في الإسلام، حيث يجب أن يتم التوازن بين الثقة في الله والاستعداد والاجتهاد الشخصي ويعلمنا القرآن الكريم أن نثق بالله في جميع الأمور ونعمل بجد لتحقيق الأهداف، وأن نضع ثقتنا الكاملة في مشيئته وقدرته سبحانه وتعالى.